cc66ff]4]الصيام في السَّنة الثانية للهجرة النبويّة الشريفة فَرَض الله سبحانه وتعالى على المسلمين ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة ألا وهو صيام شهر رمضان،[١] قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٢] ويثبت دخول شهر رمضان بواحدةٍ الطريقتين الآتيتين:[٣] رؤية الهلال بالعين المجردة من قِبل من تمكّن من رؤيته،أو من قِبَل شخصٍ مُكلّف بالقيام بذلك، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تَصوموا قبلَ رمضانَ، صوموا لِرؤْيَتِهِ وأفْطِروا لِرؤْيَتِهِ، فإنْ حالَتْ دونَهُ غَيايَةٌ، فأكْمِلوا ثلاثينَ يوماً).[٤] إتمام شهر شعبان ثلاثين يوماً.
حُكم الصيام في رمضان صيام شهر رمضان فرض على كلّ مسلم ومسلمة، ممّن بلغ الحلم واكتمل عقله، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٥] ومن أفطر رمضان عامداً فهو آثم، وتجب عليه الكفّارة إذا كان إفطاره بالطّعام والشراب، وكفّارة الإفطار هي القضاء، إما من فسد صومه بسبب الجماع فعليه بالكفّارة المُغلّظة بعد القضاء، وتكون بتحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتاليين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.[٦] شروط وجوب الصيام فُرِضَ الصيام على كلّ بالغ عاقل لا يُقعده مرض أو كِبَرٌ في السّن، واختلال إحدى هذه الأمور تُسقط فرض الصيام، وأهل الأعذار عن الصيام هم:[٧] غير العاقل: كمن فقد عقله للجنون وغيرها، ورد في الحديث الشريف: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ عن النائمِ حتى يستيقظَ وعن الْمُبْتَلى حتى يبرأَ وفي رواية وعن المجنونِ وفي لفظ المعتوهِ حتى يعقلَ أو يُفيقَ وعن الصبيِّ حتى يَكبُرَ وفي رواية حتى يحتَلِمَ).[٨] القاصر: وهو من يصل إلى عمر التكليف الشرعي، ويبلغ الصبي العمر المناسب بإحدى الطرق أو جميعها معاً: ظهور الشعر على منطقة العانة، نزول المني بالاحتلام أو ما شابه، بلوغ سن الخامسة عشر من عمره، ويُضاف عليها للإناث حضور دم الحيض الشهري. المرض: ويُقصد به ذلك المرض الذي لا يُرجى شفاؤه، والذي فيه يصعُب على المسلم إتمام الصيام، ووجب عليه أن يفطر، فإن لم يستطع القضاء وجب عليه أن يُخرج بكل يوم يفطره كفّارة. التقدّم بالعمر: (عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ: (وعلى الذين يطوقونه فلا يطيقونه فدية طعام مسكين)، قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيُطعمان مكان كل يومٍ مسكيناً).[٩] مفسدات الصيام في رمضان من الأمور التي تُفسد على المسلم صيامه بعلمه أو دون علمه ما يأتي:[١٠] الجِماع خلال نهار رمضان؛ فيجب على من فعل ذلك قضاء هذا اليوم والكفّارة وهي على الترتيب: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين دون فاصلٍ بينهما، فمن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً لكل واحدٍ منهم نصف صاعٍ من طعام أهل البلد. إنزال المني بسبب التقبيل أو اللمس أو الاستمناء يُفسد الصوم، وعليه قضاء هذا اليوم دون كفارة، أمّا احتلام الشخص النائم فصيامه صحيح. التعمّد بتناول الطعام أو الشراب؛ أمّا تناولهما ناسياً فصيامه صحيح، فذلك إطعامٌ وسُقيا من الله تعالى. خروج الدَّم من الجسم متعمّداً عن طريق الحجامة أو التبرع بالدَّم لما قد يتركه من أثر سلبيّ على صحّة الصائم بعد فقدانه كمّاً كبيراً من الدم، أمّا إخراج بضع قطراتٍ من الدَّم للتحاليل الطبيّة فلا يؤثر على الصِّيام، وكذلك الدَّم الخارج من الجسم دون قصدٍ. التقيؤ المُتعمّد وإخراج ما بداخل المعدة من طعامٍ وشرابٍ. المبالغة في المضمضة والاستنشاق؛ فذلك قد يؤدّي إلى نزول الماء إلى جوف الصائم وبالتالي فساد صومه. التّغذية الخارجيّة عن طريق الوريد بواسطة المحاليل والإبر، وكذلك استخدام بخاخات الأنف، وإضافة الدَّم للجسم، والمُبالغة في استخدام قطرات العيون والكحل. الإكثار من السبّ والشّتم واللّعن، وسوء الطّباع، والكذب، والغيبة والنميمة؛ بل على الشخص الانشغال بالطّاعات وأفعال الخير والمعروف، وعليه أن يتحمّل أذى الناس ويصبر عليهم ابتغاءً لمرضاة الله سبحانه وتعالى. خروج الدم من المرأة الحائض أو النفساء، فمتى رأت دم الحيض أو النفاس فإنّ صيامها باطل، حتى ولو كان ذلك قبل المغرب بلحظات، إمّا إذا شعرت بتحرّك الدم دون خروجه فإنّ صيامها صحيح. استدلّ العلماء على إفطار الحائض والنفساء في رمضان بحديث الرسول عليه السلام: (خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى، أو فِطرٍ، إلى المصلَّى، فمر على النساءِ، فقال: يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ. فقُلْن: وبم يا رسولَ اللهِ؟ قال: تُكثِرنَ اللَّعنَ، وتَكفُرنَ العَشيرَ، ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ؟! قُلن: بلى، قال: فذلك من نقصانِ عَقلِها، أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم؟! قُلن: بلى، قال: فذلك مِن نُقصانِ دينها).[١١] المراجع ↑ "متى وأين فرض الصيام؟"، إسلام ويب، مركز الفتوى، 7-11-2004. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 183. ↑ د. سعيد بن علي بن وهب القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الثانية)، السعودية: مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 56. بتصرّف. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 688. ↑ سورة البقرة، آية: 185. ↑ "مذاهب العلماء فيمن أكل عمداً في نهار رمضان"، إسلام ويب، مركز الفتوى. بتصرّف. ↑ "صيام رمضان ، أحكام ومسائل"، صيد الخاطر.بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/4 . ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عطاء، الصفحة أو الرقم: 4235. ↑ "مفسدات الصوم"، إسلام ويب.بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 304.
[/size]