كنت أطوي الملابس لما سقطت ورقة قربي، فتحتها بفضول، كان مكتوب عليها: “في الأعالي تحت الغابة!” كنت لأضعها جانبا لولا عبارة صغيرة استرعتني، كانت مكتوبة بخط صغير، بحثت في الانترنيت عنها، فوجدتها: “ابحث و ستعرف”. فخطرت لي فكرة: البحث عن المكان!
كنت مرتبة للذهاب عند صديقتي غدا، لكنني سأغير الخطة قليلا.
“ألو مرحبا تينا! كيف الحال؟”
“مرحبا إيما! لدي شيء جديد…” ترددت قليلا.
”تكلمي.”
“وجدت دليلا قديما، ولدي ما يدعوني للاعتقاد بأن صاحبها هو ذلك الأجنبي، علينا أن نبحث لنعرف.”
ولدهشتي قاطعتني بحماسة: “الصباح! صباح رمضان أنسب من الليالي الماطرة”.
“وكيف ستبررين غيابك؟”
“طبيب الأسنان!”
عند الثامنة صباحا كنا صاعدتين بدون وجهة معينة، رغم ذلك معنوياتنا عالية، كانت إيما أول من نطق: ’’و الآن المشكل الأول: ليس في المكان منازل قديمة، إذا فوجهتنا قد تكون الابتدائية أو الفندق أو (الأسوأ) المستشفى‛‛.
’’ لنفترض أن الوصف دقيق… فبين الابتدائية و الغابة طريق، و كذا الحال مع المستشفى، و هكذا يبقى الفندق…‛‛
”وبما أنه أجنبي قديم فإنه قد كان في فندق‛‛!
صدق حدس إيما بشأن هدوء الصباح، نظرنا حولنا و تأكدنا خلو المكان، ثم تسللنا إلى الغابة. هناك واجهنا سورا قديما لكننا لم نتفاجأ، كانت لدينا المعدات اللازمة على بساطتها، بعد لحظات كنا في الداخل، كانت الأبواب مغلقة و كنا نحوم حول المكان لما همست: ”هل دعوت أحدا غيري؟‛‛
”لا…‛‛
تسمرنا في مكاننا و قد أطل علينا وجه من بين الأشجار.
”صباح الخير!‛‛ قال بمرح ما أيقظ مخاوفنا لكنه أكمل بنفس النبرة: ”لمحتكما و أنا غارق في الملل، فأردت من باب الفضول أن أعرف غايتكما، و بدأ الأمر يزداد تشويقا، و الآن أخبراني ما الذي تفعلانه هنا؟‛‛
لما عرف ما يجري قرر أن يشارك من أجل التسلية فقط. كان لؤي بارع في فتح الأقفال و فاقترح علينا الدخول من الباب.
”لم يحالفنا الحظ فقد بدأوا يفكرون بترميمه، و لو أننا أسرعنا قليلا لوجدنا الأبواب مفتوحة تدعونا للدخول.‛‛
”اصمتي قليلا، أظنني وجدت شيئا مفيدا… ناولاني مقلم الأظافر، فحقيبة الفتيات تحتوي كل شيء.‛‛
”تفضل.‛‛ قالت إيما.
”شيئا أقل من هذا، من فضلك‛‛.
”-مثلا؟؟‛‛
”أظن مقص الأظافر مناسب.‛‛ و فتحت محفظتي بحثا عنه.
”رائع!‛‛ أخرج لؤي قصاصة ورقة صغيرة و قرأها: ”المحيط فقط.‛‛ أخذت الورقة منه و نظرت، ثم أخرجت الورقة الأولى و قارنت، و بخبرتي البسيطة الكاتب نفسه.
”أظننا نتقدم‛‛!
”يعني أننا في المكان الصحيح‛‛!
”أخذت دائرة بحثنا تضيق‛‛!
هكذا كان لكل منا تعليق، فانتشرنا كلٌّ حسب رأيه، إيما بحثت في الأشجار فهي ماهرة في التسلق، لؤي لم أره وقد ظننته رحل، أما أنا فاعتقدت أن الأحجار أكثر أمانة من الأشجار، لذلك اتجهت إلى السور.
استمر بحثنا إلى نحو العاشرة و المعنويات تنخفض… فجأة سمعت صيحة فرح، كان لؤي فوق السور على بعد ثلاثة أمتار مني تقريبا، كان شق يمتد إلى الأسفل قربي، و لؤي يخرج شيئا من الداخل، في البداية ظننته صندوقا، لكنني رأيته يفتحه، إنه كتاب! قلب كل ورقة منه قبل أن يخيب أمله فرماه نحوي و نزل.
قرأت قصص <الكنز> في الأيام اللاحقة، كان كتابا قديما فيه قصص مغامرات شيقة، لكن الأشوق أنني وجدت إشارة أخرى، و دون تباطؤ قطعت الغلاف لأجد قطعا ذهبية!
بقلم المؤلفة سارة لعجاج